حقق برشلونة فوزه السادس على التوالي في الدوري الإسباني ، ليعتلي صدارة الدوري حتى الآن بالعلامة الكاملة .. كما حقق النادي الكتالوني فوزاً كبيراً على حساب يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا .
لكن المستوى لم يرتقِ بعد إلى المطلوب ، وهناك عدة شكوك حول استمرار برشلونة في تحقيق النتائج الإيجابية على طول الموسم .. وفي هذا التقرير سنستعرض أبرز الأمور التي يجب أن يقلق منها مشجعو برشلونة .
1- لطالما عهدنا برشلونة منذ عصر بيب جوارديولا على أنه فريق متكامل يلعب كرة قدم شاملة وممتعة ، يتميز بقوة جميع خطوطه ، من الدفاع إلى الوسط ومروراً بالهجوم .. لكن هذا الموسم يعتمد برشلونة بشكل كبير على نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي ، خصوصاً بعد رحيل النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان .
وساهم ليونيل ميسي في اعتلاء برشلونة لصدارة الدوري الإسباني ، بعد أن نجح في هز الشباك لـ9 مرات في ست مباريات ، كما أنه صنع العديد من الفرص لزملائه في الفريق .. أما في دوري الأبطال ، فقد تمكن النجم الأرجنتيني من هز شباك بوفون مرتين ، ليساهم بذلك في فوز فريقه على يوفنتوس بثلاثية نظيفة .
يبني المدرب فالفيردي جميع خططه على ميسي ، ويتحرك جميع اللاعبين في الملعب وفق تحركات ميسي ، تارة يفتحون له المساحات ويتركون له الكرة ليحتفلوا معه بعد أن يسجل الأهداف ، وتارة يتمركزون في مناصب تسمح لهم باستلام الكرة من من ميسي وركنها في الشباك .
لكن ماذا لو لم يكن ميسي في يومه ؟ ماذا لو تعرض لإصابة خطيرة ؟ وقتها سيعاني برشلونة كثيراً ، لأنه هو القوة الكاملة لمدربه الإسباني ، وكل شيئ يعتمد عليه سواء في تسجيل الأهداف أو صناعتها .
2- يشكل سوء مستوى لويس سواريز علامة استفهام كبيرة في منظومة برشلونة ، والحقيقة أن تراجع مستوى سواريز تراجع منذ يناير ، حيث انخفض معدله التهديفي وبدا وكأنه شارد الذهن في أغلب مباريات برشلونة .
المهاجم المعروف بالنجاعة الكبيرة والشراسة القوية أمام المرمى ، والإرهاق الكبير لدفاعات الخصوم لم يعُد كذلك .. لم يعُد سواريز الذي حينما تسنح له 5 أو 6 فرص أمام المرمى يسجل منها هدفين أو ثلاثة على الأقل .. لم يعُد المهاجم الذي يتمنى أي مدافع – مهما كان اسمه كبيرا ً- ألاَّ يواجهه على أرض الملعب .
المشجع البرشلوني وصل لمرحلة لا يتمنى فيها أن يسجل سواريز أو أن يصنع ويراوغ ، بل يتمنى فقط أن يمرر الكرة بشكل جيد .. لأن العديد من هجمات برشلونة ضاعت بسبب سوء سواريز في تسلم الكرة وتسليمها .
المشكلة أيضاً أن بديل سواريز هو المهاجم الإسباني ألكاسير ، الذي تعرض لإصابة ستبعده عن الملاعب لمدة شهر ، كما أنه لم ينل ثقة فالفيردي أصلاً ، ففي الوقت الذي غاب فيه سواريز كان ألكاسير خارج حساب المدرب الملقب بالـ ” نملة ” .
سياسة النادي في تدعيم الفريق مؤخراً سيئة لأبعد الحدود ، إذ أن النادي يعمل دائماً على التعاقد مع لاعبين يقبلون بدور البديل ولا تُفتح أفواههم ولو جلسوا على مقاعد البدلاء موسماً كاملاً ، وليس لاعبين يجبرون اللاعبين الأساسيين على القتال من أجل الحفاظ على مراكزهم .. وهذه النقطة ستكون باباً نعبر من خلاله إلى النقطة الثالثة .
3- غياب التنافسية في أغلب مراكز الفريق ، بسبب ما أشرنا إليه سابقاً ، حيث أن برشلونة لم يتعاقد مع مدافع قوي يمكنه منافسة جيرارد بيكيه ومزاحمة خافيير ماسكيرانو .. ورغم مطالبات فالفيردي بالتعاقد مع إنيجو مارتينيز ، إلا أن النادي قام بإعارة المدافع الشاب ” مارلون ” إلى نيس .
غياب التنافسية نتج عنه ضعف دفاعي واضح ، خصوصاً بيكيه الذي صار ثغرة في الخط الخلفي ، وأصبح بطيئاً بشكل كبير ، كما أنه يخسر جميع سباقاته مع المهاجمين وينسى نفسه عند تطبيق مصيدة التسلل .
بوسكيتس أيضاً تذبذب مستواه ، فرغم التعاقد مع باولينيو الذي يلعب في نفس مركزه ، إلا أن المدرب فالفيردي قرر اللعب بالنجم البرازيلي في مركز المحور الهجومي ، بسبب براعته في التوغل لمنطقة الجزاء وتسجيل الأهداف .. لذلك رأينا راكيتيتش يلعب مكان بوسكيتس بالأمس ضد جيرونا .
المشكل طبعاً من إدارة النادي ، التي فشلت فشلاً ذريعاً في التوقيع مع أهدافها في الصيف ، ولم تتحرك في الميركاتو إلا بعد رحيل نيمار دا سيلفا ، وحتى بعد أن تحركت ، أخفقت !